التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عبد الله بن عمرو الأنصاري يكلم الله

افتراضي عبد الله بن عمرو الأنصاري يكلم الله





ذلك اليوم المشهود تجلت فيه بطولات الصحابة، وأعظم قصة في معركة أحد هي القصة

التي تسمعونها دائماً وأبداً، ولكننا سوف نذكرها ما بقي في الأرض إسلام، وما بقي في الأرض مسلمون.

إنها قصة الشهيد الذي كلم الله! إنها قصة المؤمن الذي تحدث معاللهمباشرة! عجباً لهذه الأمة

؛ أمة الصحراء، لما حملت لا إله إلا الله؛ تكلمت معالله كفاحاً بلا ترجمان، فمن هو؟ إنه

عبد الله بن عمروالأنصاري الفقير الزاهد لكنه غني بالإيمان، قوي بالتقوى، خرج 

من بيته وقد رأى قبل ليلة: أنه يقتل في معركة أحد فاستودع أهله

، واستودع بناته واستودع ماله الله الذي لا تضيع ودائعه:

بغض الحياة وخوف اللهأخرجني وبيع نفسي بما ليست له ثمنا

إني وزنت الذي يبقى ليعدله ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا

وذهب إلى المعركة؛ فقتل بعد أن ضُرب بأكثر من ثمانين ضربة، وسجي بثوب

، وقال عليه الصلاة والسلام لابنه جابر وهو يبكي على أبيه: {يا جابر ابك أو لا تبكِ

، والذي نفسي بيده ما زالت الملائكة تظل أباك بأجنحتها حتى رفعته، والذي نفسي

بيده لقد كلم الله كفاحاً بلا ترجمان }. يعني: لم يجعل بينه وبينه مترجم، بل لما

قتل في سبيل الله كلمهالله مباشرة، قال: {تمن يا عبدي، قال: أتمنى أن تعيدني

إلى الدنيا فأقتل فيك ثانية، قال: إني كتبت على نفسي أنهم إليها لا يرجعون، فتمن،

قال: أتمنى أن ترضى عني فإني قد رضيت عنك، قال: فإني قد أحللت عليك رضواني

لا أسخط عليك أبداً }
. فجعل الله روحه وأرواح إخوانه في حواصل طير، ترد الجنة

فتأكل من ثمارها، وتشرب من أنهارها، وتأوي إلى قناديل معلقة في العرش،

حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

ومن قاتل لسمعة فلا قبلالله قتاله ولا تضحيته! ولا نفعه جهاده! ومن

قاتل لوطنية، أو رياء، أو حمية، أو ليقال: قاتل، أو لمذهب هدام؛ فقد

خسر مستقبله وروحه ودمه، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ

سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69].

أقول: ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم

ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص قصة حياة سعد بن أبي وقاص

ملخص قصة حيات الصحبي الجليل خالد ابن الوليد

قصة الصحبية الجليلة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم